80 صفحة كفيلة بإن تقنعك أنك حقاً كاتب، وهنا أوجه هذه الحقيقة لمن يشعر بأنه يمتلك الموهبة والميول والعشق للأحرف والكلمات.
عندما بدأت رحلة الكتابة؛ بدأتها وحيدة وضائعة ولكن بقلب لبوة تنتظر فريستها. في البداية كان الهدف مادياً بسبب كثرة الكلام عن الأرباح التي تأتي من العمل الحر عبر الإنترنت “ومازال الهدف مادياً” لن أكذب عليكم، لكنه الآن هدف رئيسي ثانوي. من يعشق الكتابة سيفهم هذه المعادلة.
بما أن اختصاصي ضمن مجال الترجمة؛ بحثت عن عمل ضمن المجال؛ وبما أنني أثق بالله وتدابيره تركت الأمور له وبين يديه “ومن أجدر منه بإتمانه على عقلي وقلبي وحياتي”. سخر لي الله سبل الوصول لعالم الكتابة من خلال إشارات أتت عبر النصوص تارةً، وتارةً أخرى من خلال توجيهات وفرص لم أكن أتوقعها “وما كان توفيقي إلا بالله أولاً وأخي ثانياً” الداعم الأكبر لي خلال مسيرتي.
وبعد خوض ماراثون السعي؛ والتخبط والتعرض للاحتيال وتسلق الجبال “مجازياً” وتكسر أظافري بسبب الطرق على الكيبورد؛ ووجع مفاصلي وألم رقبتي وحصولي على أعمال ضمن أهم الشركات على مستوى العالم العربي وخلال 3 سنوات وضعت بصمة خاصة في كتابة المحتوى.
لأقف بكامل تعبي أمام مجتمع أسمع عنه أول مرّة وهو “مجتمع رديف” وكان دخولي إليه كحضور وليمة وأنا متخمة؛ ولكن مصير الإنسان وطريقة حياته تفرض عليه الجوع مراراً وتكراراً. فما الذي حدّث؟
بعد ثلاث سنوات في كتابة المحتوى الإلكتروني للمواقع خاصة شركات التسويق؛ ستفقد عنصر الإبداع في كلماتك، لأن كتابة المحتوى الرقمي للمواقع يضعك ضمن قالب المباشرة والاختصار وتبسيط الكلمات إلى أبعد حد. وخاصة بالالتزام بمعايير السيو في كتابة المحتوى؛ ستكون محاطاً بعدة قواعد لا تستطيع اجتيازها.
ستقولون بكل بساطة (كلامك غير صحيح يا عبير)؛ سأقول لكم جربوا العمل مع شركات التسويق لفترات طويلة، أو المواقع بشكل عام. أول الملاحظات ستكون “ابتعدوا عن النمط الأدبي والسردي والحشو والكلام الزائد ولا ترافق القارئ” أعطه المعلومة التي يريد بدون زيادة أو نقصان.
ستصلون لدرجة القولبة؛ النمطية؛ التكرار؛ ومن ثم جوع الكتابة. الكاتب بطبعه فضولي قارئ نهم ذو طاقة عقلية كبيرة، فمن ليس لديه مكان لوضع هذه الطاقة سيصاب “باكتئاب الموهبة” كما أسميتها أنا.
حيث تعمل ضمن اختصاص تعشقه وتكتب ضمن مجالات لا تحبها، أو تحبها بالقدر القليل. لذلك يكون العمل مع شركات التسويق منهك لروح الكاتب، مع أنها ضرورية على حد سواء لتستطيع الترزق من كتابتك، وهنا لا أقول أنهم المكان الوحيد لذلك، ولكنه المكان الذي تستطيع فيه اختبار جميع المجالات وزيادة الخبرة والمعرفة الرقمية.
المتنفس الآمن لي كان عندما انضممت لفريق “UX Writing بالعربية“؛ هناك يسمحون لك بالإبداع إضافة أنني كتب ضمن مجال رائع؛ حيث دائماً ما تستهويني المجالات القابلة للتطور مستقبلاً، والتي ستكون عنوان الصناعات الرقمية المقبلة، فوجدت معهم ضالتي بالفضول والبحث والإبداع.
إن وصلت إلى هنا ومازلت منتظراً الأستاذ يونس بن عمارة؛ ها هو ينظر إليك وينتظرك لتتفوه بكلمة “كاتب” ليسحب مسدس معرفته ويضع رصاصات خبرته ويوجهها إلى منتصف رأسك.
مثلما ذكرت سابقاً عرفت رديف وأنا متخمة بأنواع الكتابة، وصلت لدرجة فقدان الشغف؛ مع أن قرّاء المحتوى الخاص بي يهللون مع كل قطعة محتوى ننشرها؛ لكنهم لا يستطيعون رؤية ما بداخلي.
المحيط ضمن حياتي الواقعية مهما تكلمت عن أهدافي وتطلعاتي؛ سيدعمون ويقفون بجانبي ويمهدون لي الطريق لتجاوز مشاكل الكهرباء والإنترنت وإنعدام التكنولوجيا وغلاء الأجهزة الإلكترونية المساعدة لي. ولكن سيقولون في كل مرة ماذا تقصدين؛ اشرحي.
هذا ما أقصده إنعدام المحيط المشابه لك، وفي رديف وجدت ما أبحث عنه. ثلة من المبدعين الجاهزين في أي لحظة لتبني أفكارك ودعمها بكل السُبل.
من هو المتمرد الذي يسعى لنصرة المحتوى العربي بجيش يدافع عن اللغة العربية ويقدّم الفائدة؟
أنا؛ وأنت وكل كاتب موهوب يحمل الضمير لتقدّيم محتوى يفيد العالم العربي بشكل أجمع، وعلى رأسهم يونس بن عمارة ومن يستطيع الكلام عن شخص سوى الشخص نفسه؛ لذا يمكنكم قراءة سيرة الأستاذ يونس بالضغط على اسمه.
هل لأنه أفضل كاتب عربي لعام 2020 بحسب إحصائيات كورا. لا ليس لأنه الأفضل ولا الأكثر نجاحاً، لكنه الأكثر ابتكاراً لمفهوم عملية التعليم؛ هو حلقة رئيسية مرتبطة بمجموعة من الموهوبين والمبدعين والمؤسسين لمجتمعات تُعنى بالمحتوى العربي. ونقطة الإرتكاز والإنطلاق من رديف.
قصة مواجهتي مع الأستاذ يونس وكيف أطلق رصاصة إلى رأسي
تعّرفت على الأستاذ يونس من خلال صديق جزاه الله كل خير، لأنضم بعدها إلى مجتمع رديف واجتمع معهم 3 مرّات لأعود مجدداً لإزدحام يومي بأعمال الكتابة “النمطية”.
لكن المواجهة الحقيقية كانت عندما قرأت تعليقاً لإحدى الزميلات تسأل عن كتاب للأستاذ يونس، ليرد عليها زميل آخر أنه موجود ضمن صفحة رديف، ولأنني كائن فضولي جداً؛ واعتمد على نفسي ولا أسأل أحد “وهذا خاطئ على فكرة؛ فالسؤال يوفر لك نصف الطريق ويحتفظ بنصف جهدك”. ذهبت مباشرةً إلى الكتاب المُشار له، لأحمّله في الساعة العاشرة مساءً بتوقيت سوريا.
لم أستطع تركه للصباح؛ فتحته وبدأت قراءته؛ استوقفتني المقدمة وقرأتها 4 مرات لإعجابي بها، بما أنني قارئة نهمة فأنا لا أقتات فقط على صفحات الكتب والروايات، كل ما هو مكتوب مقروء بالنسبة لي، على الجدران والأرصفة وعلب الدواء وكتيبات الإرشادات ومقدمات الكتب وأي شيء يقع بين يدي مكتوب اقرأه “اعتبره نوع من الوسواس القهري”، لذا وجدتها من أفضل وأمتع وأجمل وأصدق المقدمات التي كُتبت على مر التاريخ “رأي شخصي”. فكيف لعمل قسري أن يظهر بهذه الروعة فشكراً لك “بلقيس” على مشاركتنا معاناتك.
لنأتي بعدها إلى الرصاصات التي اخترقت روحي؛ رصاصة تلو الأخرى، ومثلما ذهبت بكتابتي هنا ستلمسون روح يونس بين الكلمات ضمن منتصف الصفحات لنعيش معه حلمه، وستدركون حجم معاناته مع حلمه بسبب ارتفاع وتيرة وصوت كلماته.
80 صفحة كانت كفيلة؛ بإنعاشي وتذكيري بأنني كاتبة وبأنني قادرة على وضع لمساتي الخاصة، ومشاركة أفكاري وموهبتي مع الناس أجمع؛ ساعة وثلاثون دقيقة كانت الوقت اللازم لي لإنهاء الكتاب، لأحصل على طاقتي الأولى التي بدأت بها منذ 4 سنوات من الآن؛ رصاصات مؤلمة لكنها شافية لروح الكاتبة المُتعبة، وكفيلة بمعالجة “اكتئاب الموهبة”، لأنهض صباحاً وأقرر تأسيس موقعي الخاص والبدء بنشر كلمات العبير لتلامس عقولكم، فأتمنى أن يكون حصادها عبيراً.
هل كنت تنتظر أن أعطيك الطريقة بشكل مباشر؟ لا بأحلامك، عليك أن تُقتل أولاً برصاصة من رصاصات يونس. وإليك الرصاصة الأولى التي أحيت روحي مجدداً. لن أحرق لكم ما جاء في الكتاب؛ اكتشفوه بأنفسكم
اسم الكتاب “المقالات في تجاوز العقبات” يمكنك تحميله بالضغط على اسمه “المقالات في تجاوز العقبات“.
إليكم الرصاصة الثانية
كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف .