من خلف صندوقي السري، سافرت إليك ألا تتدري، لم أذهب لكني عرفتك.
هل كان العنوان شمالي؛ أم كان في الشرق مكاني.
عصبوا عيني وأنفاسي كتموا، في بلادي أغلقت جفوني.
لم أدر! صندوقي سحري؟
لم أذهب لكني عرفتك، سافرت إليك ألم تدري؟
في سورية أغلقت عيوني، وفي ليبيا اعتصروا قلبي.
ركضت لمصر احضنها، فرأيت قلبي يحتضر.
أخذوا جسدي في السودان، ليبكي على حالي لبنان.
لا تبكي قال الأردن؛ فهناك عراق منتظر.
هل أجد الدفئ في اليمن؟ لا انتظروا .. هناك حريق بفلسطين.
يا جزائر هل تسمع حالي؛ أنت الروح ألا تبالي.
نبتت روح البستان؛ أتتني من كل البلدان.
روح عربية سعودية، في شبه جزيرة عربية.
***
أعرفكم زهرة؛ زهرة، أميزكم من أول نظرة. تجاوزتم حدود مكاني؛ استوطن حبكم قلبي.
شجعنا الأعلام سوية، وحزنا بالخسران، جددنا الفرح ببلاد أخرى. ذقت أنواع ضحكاتكم؛ وأساكم عذّب قلبي.
عشت معكم لن أنساكم، مشوار الطريق أنتم.
شربت الماء من يدكم، وأضحكتموني ليالي البرد. فكرنا ماذا سنطهي. اممم نعم؛ تذوقت أطباكم كما وصفتم.
لا تناسبكم سوى أجمل الصفات؛ عكس ما حاولوا فعله. أحببتكم جميعاً من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.
في النهاية وقبل البداية، أغلق فصل في حياتي لأبدأ أفضل منه، في تدوينتي هذه ذات الرقم 39، عرفت أن المكان هو القلب والزمان هو العقل؛ لا أحكي لكم قصة حب؛ ولا مأساة ولا فراق. أتكلم عن أشخاص عرفتهم تجاوزا حدود المكان؛ مشينا الطريق سوياً؛ وفعلياً عشت معهم أجمل لحظاتي وأفضل وقتي.
يا ما قلت مربوحة يادزاير، ويا مصر يلا شدي الحيل باقي دقيقة ويدخل “جول”. من فلسطين الصبر تعلمت، ويالسعودية منك فهمت. أجزائي في كل مكان؛ صراحة لا أبالغ مهما كانت العلاقة مهنية سطحية فورية؛ قبل دخولكم رسمتم ابتسامتي وبعد خروجكم بصمة روحكم حفرت قلبي. لكل واحد منكم ذكرى؛ موقف؛ لحظة لاتنسى. ياليتني أستطيع ذكركم جميعاً.
لكن لا أريد حصركم بأسماء وبلدان. يا من تقرأ كلماتي الآن؛ لك مني كل احترام؛ حتى الذين صادفتهم وأعرف أنهم غير موجودين ليقرأوا كلماتي؛ مشاعري وتخبطاتي، لكم في حياتي لمسة لن تُنسى.
لا تعتقد أنك مررت مرور الكرام؛ يا هذا أو هذه. أنشأت أرض العبير لأنها أنتم، نتاجكم؛ وبذور صفاتكم؛ أخذتها منكم نضجت في قلبي وزرعتها في روحي. منكم تعلمت وبكم أصبحت أقوى، إن رأيتم انعكاس روحي سترون أنفسكم؛ بأجزائي؛ بصفاتي؛ بكلماتي. ستجدون قوتكم وقسوتكم؛ التزامكم وتسويفكم، محبتكم وحنانكم.
لكل شخص منكم، شكراً لكم. ومن عاشر القوم 40 يوماً أصبح منهم، غداً سأكون بينكم احتفل بوجودكم؛ أصدقائي زملائي وأحبابي. اعذروا ما فاض به قلمي؛ أبت روحي أن تسكنَ.
أراكم غداً
كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف .