2-1.png
color-1.png
advanced divider

أدخل لمحل تجاري كبير ومعروف بجودة ما يملك، لكن صاحب المحل لم يقف لاستقبالي وكأنني تحصيل حاصل ولا وجود لي. وأذهب لصديقتي لأشتكي لها حادثة حصلت معي، لكنها استلمت الحديث ولم تتوقف عن الشكوى والكلام ولم تترك لي مساحة للحديث. متواجدة ضمن مجموعة دراسية والمعلمة تشرح وفي كل لحظة تقف طالبة لتقاطع الحديث لتثبت للجميع أنها تعرف جميع المعلومات. أركض بسرعة لمركز العمل لأصل متأخرة لكنني أنال عقوبة التأخير حال الوصول بدون إفساح المجال لأشرح سبب التأخير.

هناك صديقة أعرفها من أيام الطفولة، لكنها لا تتذكرني إلا لمصلحة وتحادثني عندما تريد شيء وكأن غيابها مبرر دائماً دون أدنى اعتذار أو تبرير.

هل شعرت بالسوء؟

هنا لا أتكلم عني أنا ولا عن مواقف شخصية، أنا أتكلم عن مواقف تحدث لآلاف الأشخاص يومياً. مواقف بسيطة لكنها تعبر عن الشخص “الفاعل”. اليوم لن أتحدث عن المهارات الكتابية ولا الإملائية ولا النحوية لأنها بديهية من بديهيات كاتب المحتوى.

اسم كاتب المحتوى بالأصل لا ينطبق إلا على شخص متمكن بالكتابة، متقن للكلام عارف للكلمات؛ منسجم مع الحروف.

فكيف لي أن أعطيك خطوات الإحترافية وأنت تملك الكلمات؟

من تجربة شخصية على مدى سنوات، تعلمت أن الاحترافية تكمن في الشخصية، وفن التعامل والإنسانية. أو كما يسمونها “المهارات الناعمة” التي تأخذ المهنة لمستوى آخر وهو الإحترافية.

الصبر والتعلّم المستمر

من مميزات الكاتب المحترف الصبر وقابليته وانفتاحه لكل جديد، كـ كاتب ستواجه شهرياً عدد لا بأس به من الأشخاص لكل واحد منهم تفكير خاص به، وينظر للأمور من منظوره الشخصي. منهم من يأتي وهو قارئ عن المجال ويرسم لك خارطة عملك نيابة عنك، ومنهم من يترك لك كل شيء دون أدنى فكرة عن المجال، منهم من يتابعك بكل خطوة، ومنهم من يحسب لك الحرف، منهم لا يشكرك على جهدك، ومنهم يشكرك للصباح، منهم من يذهب بجهدك ولا يعود، ومنهم القائد العارف كيف ينتشل إبداعك من أظلم بقعة في نفسك.

عليك أن تعتاد كل الأنفس والنفسيات وتأخذ المواضيع بكل حيادية ولا تشخصنها، واصنع من كل تجربة خبرة تمكنك من تجاوز المواقف رغم صعوبتها أو سهولتها.

لا تقل أنا أعرف كل شيء في المجال، لا أحد يعرف كل شيء يومياً هناك جديد تابع وتعرّف وتعلّم. تعلّم من الجميع، ممن سبقك وممن يخطي خطواته الأولى، غالباً أو بالأحرى دائماً ستجد جديداً تتعلمه.

الهدوء ولين التعامل

درّب نفسك على الهدوء، من أكثر المهارات التي تأتي لصالحك، إن كانت شخصيتك نارية وأنت كاتب محتوى، اعمل على تسخيرها في التعلم والبحث والكتابة، ولا تسخرها بين زملاء العمل والمجال أو على صفحتك الشخصية.

لا تنفعل ولا تندفع ولا تحاول اثبات وجهات نظر ضمن مواضيع جدلية ممكن أن تضرّ صورتك أمام الناس. لا أحد سيهتم فعلياً إن تصرفت على سجيتك لأنهم سيتفاعلون معك لكن بعد ذهاب العاصفة ستكتشف حجم الدمار.

الكاتب بطبعه جدلي وفضولي ومتكلم، وهو أمر جيد. فاجعلها لصالحك وليس ضدك.

تكلم وتنفس وتناول طعامك وشرابك بهدوء، يومياً وبعد فترة سترى التدريب على الهدوء منعكس إيجابياً على شخصيتك.

ابتعد عن حياتك الشخصية

حياتك الشخصية ليست موضوع للتداول ولا النشر، هنا أتكلم عن حياتك الخاصة جداً وليس المهنية. تذكرّ أن كل كلمة تلصقها على جدران قنوات التواصل شاهدة عليك مستقبلاً. لا تعطي الفرصة لأحد باستغلال نقاط ضعفك وإشهارها بوجهك يوماً ما.

استمع بنسبة 99% وتكلم بنسبة 1% واكتب بنسبة 1000%

من أصعب المهارات على الإطلاق أن تكون مستمع لا متكلم، خاصة للكاتب، ضمن اجتماع أو ضمن نقاش، أو ضمن مفاوضات للعمل، والكثير من الأمثلة. لا تتكلم حتى تفهم. افساح المجال للطرف الآخر سيضاعف نقاطك كلما تكلم أكثر أخذت معلومات أكثر. لا تقاطع ولا تحاول المجابهة من بداية الحديث.

عندما تشعر أن الطرف الآخر بدأ يتعب أو يشعر بالملل من كثر الكلام هنا يمكنك استلام الحديث والإضاءة على أبرز ما جاء في المحادثة وحل المشكلة قبل وجودها على أرض الواقع.

قال لي أحدهم مرّة أنت مستمعة رائعة، شعرت بالاهتمام وأن كل كلمة أخذت على محمل الجد، التركيز مع كلامه أعطاه شعور الثقة والارتياح.

قبل البدء بالحديث بادر بسؤال دائم، هل هذا كل شيء؟ هل تود الحديث والتنويه عن شيء آخر؟ واختم الحديث، هل يوجد مخاوف محددة أو أهداف لم تطلعني عليها، أي ملاحظات أو استفسارات؟

سيشعر الطرف الآخر بكمية الاهتمام وأن الحديث ليس تحصيل حاصل، وأنك لا تنتظر لحظة إغلاق الحديث.

الابتسام بوجه أخيك صدقة

بكل اختصار، لا تتعامل مع أحد وأنت متجهم الوجه، أو تتصنع الاحترافية من خلال رسم ملامح الجدية على وجهك، يمكنك الاحتفاظ باحترامك وجديتك مع ابتسامة خفيفة ولطيفة، لن تضرك هذه الحركة لكنها تصنع فارق كبير، مع الجميع مهنياً وشخصياً.

لا تغلق كاميرا أثناء اجتماع عمل

عملك كفريلانس لا يعني اختفاءك عن الأنظار، لكنها تعني حرفياً عملك عن بعد. هل تذهب لعمل على أرض الواقع وأنت تخفي وجهك؟ كيف للأشخاص أن يتفاعلوا معك من خلال صوتك.

لم تحضرّ نفسك للاجتماع بشكل رسمي؟ أنت لست جدي بالعمل. عامل نفسك وكأن طاولتك مكتب فخم بأرقى الشركات، ستعاملك الحياة وكأنك صاحب شركات.

عندما تخطئ، تتأخر، تمرّ بظرف اعتذر

الأشخاص الذين نتعامل معهم يومياً أشخاص مثلنا، لديهم أعمالهم وحياتهم الخاصة، وضعوا ثقتهم بك، لذا عند توجيه ملاحظة لك حاول تداركها بالعمل بجد والاعتذار عن الخطأ، لا تبرر وترمي أخطاءك على الآخرين. كن مثال للمسؤولية. حاسب نفسك قبل أن يحاسبك أحد.

سخرّ نفسك للناس يسخرّ لك الله الناس

لا تتكبر ولا تتجبر، الله أكبر من الجميع، إن أعطاك الله وأغناك هناك من بحاجة للأخذ بيدهم، لا تتأفف من سؤال أحدهم ولا تتململ، ولا تستخف بسؤاله مهما كان بسيط وبديهي، وابقى معه إلى أن يرضى ويأخذ منك جواباً أكبر من سؤاله. كل هذا لن يضيع وسترى الناس تساعدك على الطريق.

ابتعد لتقترب

عندما تشعر بالضياع والإحباط وضياع الشغف، لا تنشر سلبيتك في المكان، خذ قسطاً من الراحة وابتعد قليلاً لترجع بكامل نشاطك وحيويتك، عندما تشعر بأن وجودك في المكان غير مناسب ابتعد، وابحث عن ما يناسب شغفك وطموحك.

تنازل عن المال ولا تتنازل عن احترام مجهودك

العنوان واضح، عندما تبذل قصارى جهدك ضمن العمل لكن لا وجود لاحترام هذا الجهد، وكأنك مجبر أن تقدّم أقصى ما تملك مقابل أنك تاخذ المال، تنازل، لأنك بنظرهم بضعة دولارات وليس قيمة.

لا تلتفت لسفاسف الأمور

دورك كـ كاتب أن تنهض بما أعطاك الله، لا الركض وراء الترهات، عامل كما تحب أن تُعامل، وحافظ على أخلاقك، ومهما ارتفع شأنك انظر لمكان موضع قدمك فهي التي تقف عليها لا رأسك.

أما الأمثلة ضمن المقدّمة، اسقطها على عملك ستلاحظ أنك تمرّ بمواقف مشابهة، فحاول تجاوزها. هل يمكنك إضافة المزيد من الصفات لنجاح الكاتب؟ أسقط تجاربك ضمن التعليقات لنتعلم منك أيضاً.

دمتم سالمين

كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف .

ما هو شعورك بعد قراءة المقال؟
أحببته
3
أحببته
ممتاز
3
ممتاز
مفيد
0
مفيد
مُلهم
1
مُلهم
أعجبني
0
أعجبني
مُحفز
0
مُحفز
effect-2.png
advanced divider
effect-12.png
effect-13.png
اشتراك لتلقي الاشعارات
أرسل إشعارات لـ
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
effect-22.png