2-1.png
color-1.png
advanced divider

لا أحد يعرف كيف بدأت العمل الحر بشكل فعلي، حاولت الابتعاد قليلاً عن ذكر تلك المرحلة الصعبة في البدايات، مع التنويه القليل ضمن تدويناتي السابقة لما أنجزته وطريقة إنجازه، ربما يوماً ما أكتب عن رحلتي بالتفصيل إن كانت تستحق الظهور.

بعد امتهان الكتابة لمدة 7 أشهر مع الشركات والمواقع، دخلت في مرحلة مصيرية من اكتشاف الذات، لم أكن قررت بعد نوع الكتابة الذي يستهويني، تلك المرحلة عملت مع شركة بالعلاقات العامة إلى جانب الكتابة. والحمدلله كانت مرحلة مزدهرة في حياتي. اكتسبت منها الخبرة، وصاحب الشركة فعلاً ساعدني كثيراً لأتطور على الصعيد المهني، تشجيعه الدائم على اقتناء حاسوب محمول للتوسع بأعمالي “إذا قرأت هذه التدوينة ستعرف نفسك” الشكر لك ولدعمك.

بعد سنة من العمل معهم، شاءت الصدفة لتأتي لي بالعمل مع منصة “تعلّم كتابة تجربة المستخدم باللغة العربية“، قبل الإجتماع الأول قرأت ثلاث كتب تتكلم عن تصميم المنتجات الرقمية وكتابة تجربة المستخدم باللغة الإنجليزية، “سأقول لكم سر لم أفهم شيء منها”. الحمدلله اجتزت المقابلة والاختبار بنجاح لاحظى بفرصة لقاء مؤسس المنصة الأستاذ “محمود عبد ربه”؛ إلى هنا والموضوع عادي لأي كاتب محتوى أن يعمل ضمن منصة أو موقع، بالنهاية الحياة المهنية كطريق تصاعدي إما أن تتخاذل وتعود خطواتك؛ أو تكمل طريق الصعود.

استلمت أول عمل معهم وكان عبارة عن تفريغ جلسة، وهي تحويل إحدى جلسات المنصة إلى محتوى مقروء، لتأتي الصدمة أنني لم أفهم ولا كلمة بالمجال، هل أنا بكابوس؟ ماذا يحدث؟ ماهذا الذي يتكلمون عنه؟

روحي القتالية أبت الاستسلام، كل كلمة بالنسبة لي كانت طريق بحث لساعات وساعات، إضافة لروح الفريق الاستثنائية التي غلّفت قلبي بالطمأنينة في كل خطوة أخطيها معهم. تابعتي الدكتورة ريم بكل صبر ومحبة، لأتخطى كل عقبة تواجهني بفضل توجيهاتها ومساندتها، جزاها الله كل خير ورفع قدرها؛ ماتركتني يوماً.

أتذكر كلمات أستاذي الغالي “محمود عبد ربه” دائماً: “أنت تقدري، أنا واثق فيكي. أنا مؤمن أن عندك طاقة إبداعية كبيرة”. صدقاً أكتب كلماتي ودموع الامتنان له على خدي. هذا الشخص آمن بي ووثق بقدرتي على اجتياز الامتحان الصعب؛ لم يعطني الفرصة بل منحني المئات من الفرص؛ صبره كان لامحدود وتوجيهاته يعطيها بكل صدر رحب بدون كلل أو ملل.

كلمة واحدة منه كانت كفيلة بقلب طاقتي من 0 إلى 100، تتالت الجلسات معهم والنشرات البريدية والمقالات. من شخص لا يعرف شيء في المجال إلى كاتب متخصص في المجال. هذا كله بفضل الله ودعوات أهلي وتوجيهات ودعم زملائي ضمن المنصة.

إلى أن….

كنت ضمن حديث مع أحدهم بعد نشر مقال لي على صفحتي الشخصية سابقاً على الفيسبوك “محذوف حالياً”، وجاء الحديث ليقول لي ويتكلم عن الأستاذ محمود بأنه من عرّابي المجال ومؤسس لعدة مشاريع رقمية، حتى هذا الشخص الذي كلمني تعلّم منه الكثير، فهنيئاً لفتاة مازالت ضمن خطواتها الأولى واستطاعت الدخول إلى عالمه المهني.

صدمة، أليس كذلك؟ الشخص الذي أعمل معه لا أعرف عنه شيء ولا أعلم عن إنجازاته. بدأت البحث عنه “لا تقولوا له”، واكتشفت أنني أحتاج السير مئة سنة ضوئية للوصول إلى ما يملكه هذا الرجل من معرفة وعلم وإنجازات، هو اختصرها أمامي بإعطائي فرصة العمل معه ووضع كامل ثقته بي، ليعطيني يومياً ويزودني بخبرته. لن أقول أن معرفتي به زادت من سعيي فأنا أسعى بكامل طاقتي؛ لكن شعرت بمسؤولية كبيرة.

كيف لهذا الرجل أن يعاملني وكأنه يتعلم مني، مع كل مقال يفتح باب النقاش ويسألني عن قصدي ومقصدي، يتجاوز ويحفزني لاجتاز. من يعرفه شخصياً يعرف كم هو إنسان متواضع، محب للعلم، ومحب للموالح؛ لا بأس وأنا أحب الموالح أيضاً واتقبلها بصدر رحب 😉.

ضمن أول اجتماع لفريق العمل قال كلمته وما زالت تحفر في قلبي “أنا لست أناني، أنا بحب اللي اشتغل معاه يتعلم ويتطور ويؤسس عمله الخاص به، ليصل لمرحلة تأسيس شركة لنفسه، لأنني مع الاستقلال المادي”.

كل كلماته لها صدى خاص في قلبي، أتذكرها جميعاً. وأحاول العمل بها.

ومن يستطيع التعريف عن نفسه سوى الشخص نفسه، لتعرف أكثر عن هذا الرجل العصامي اضغط على اسمه ليظهر لك في المنام، صدقاً كل مرّة أدخل صفحة مدونته ابتسم تلقائياً “مدونة الأستاذ محمود عبد ربه“.

رجل عصامي احترم أن أكون Independent Woman قارورة.

من اخترعت هذا المصطلح بحاجة سلخ أصابعها إصبع إصبع، ماعلينا لنكمل؛ التعامل مع الأستاذ محمود كتعاملك مع ميزان العدل، لا مكان لتكون الكفة الراجحة للسلطة الأعلى، لإيمانه بأهمية العلم ما بخل عليّ بشيء من علمه، حيث كان السبب بمعرفتي لرديف، وصقل مهاراتي بشكل أكبر معهم.

من المقالات إلى الأزرار والنصوص

الشكر للأستاذ محمود ومجتمع رديف بالحصول على فرصة الدخول ضمن دورات المنصة، الموضوع ليس سهل لكنه يستحق بذل الأغلى لأجله، دخلت الدورة المتقدمة لكتابة تجربة المستخدم، لأعود لنفس المتاهة من جديد، بحر من العلم والمعرفة والمعلومات، اعتقدت أنها مجرد شرح للمجال ككل الدورات، لأتفاجئ أنها دورات تفاعلية مع تطبيق عملي ومهام أسبوعية وشهرية واختبارات ومشاريع تخرج، تملكني الإحباط كأنني طالبة جامعية تحضر لأول مرة محاضرة باللغة الصينية. زاد الإحباط لأنني كاتبة محتوى المنصة، بالأصل المجال مختلف عن جميع المجالات، كيف أن حاولت تطبيقه على أرض الواقع. المسؤولية أكبر والمعلومات متشعبة ومتخصصة جداً.

بالفعل كان الموضع أشبه بخوض تجربة عمل حقيقية، المدرّب محمود مختلف عن الأستاذ محمود، تشعر كأنك أمام جبل من المعرفة، كما ذكرت سابقاً كما هو قائد فريق لا يبخل، كمدرب أيضاً لا يبخل. عرفت حين سماعه ضمن الجلسات المتتالية معنى مدرّب وليس مُعلّم أو أستاذ.

تخيل نفسك دخلت نادي رياضي والمسؤول عند مدرّب يتابعك لتحقيق نتائج محددة، لا وجود للتراجع ولا التخاذل ولا حتى الاستسلام، هذه الكلمات غير موجودة بقاموس الأستاذ محمود، أنا ناجح وكل الناس عليها النجاح معي.

أتذكر مرة من المرات أصابني الإرهاق من دسامة المعلومات، لتأتي كلمته المداوية كما اعتدت، أنا واثق فيكي. بعد 3 أشهر من العمل المستمر والتطبيق العملي والتفاعلي، وأخيراً خرّيجة الدفعة الـ 14.

UX Writer 2

أنا وعدد من الزميلات الرائعات، فعلياً اجتزنا الدورة بدموع الفرح، فرحة الأستاذ بنجاحنا جعلت الجميع يبكي من الفرح، شعور عظيم بالانتصار على جميع الظروف للحصولك على الشهادة من المنصة الأولى عربياً بمجال كتابة تجربة المستخدم، دليلة التي تحدت جميع الصعوبات لتأخذ المراتب الأولى باجتهادها، وآرام المثابرة الذكية التي حضرت معظم الجلسات بين طريق عملها ومنزلها، ومرام ومشاكل الانترت، وعهود التي أثبتت مدى تفوقها في المجال، وريم مع اختلاف التوقيت وريم الكويت الرائعة بتعاونها جميعهن تركن بصمة لا تنسى من القوة والتحفيز والإلهام.

نعم من كاتبة محتوى إلى كاتبة تجربة مستخدم، المفاجآت في هذا المجال لا تنتهي. حصلت على أول عرض عمل بعد نشر تخرجي مباشرة، لأحصل على عروض متتالية بعدها، لكن ليس لي نصيب بها بسبب تحديد اللهجة، لتأتي المفاجئة من الأستاذ محمود. عطاء هذا الرجل لا ينتهي. لو قالوا لي اذكري أفضل مرحلة بحياتك المهنية في العمل الحر عبر الإنترنت لن أتردد بذكر مرحلة “UX Writing بالعربية”. المرحلة الحاسمة والفاصلة بحياتي.

أظن أنكم تنتظرون ما كانت مفاجئة الأستاذ محمود، أسأل الله التوفيق والنجاح لأستطيع كتابة قصة نجاحي على جدران المنصة ولن أرضى بغير جدرانها لكتابتها.

يمكنكم الاطلاع على العديد من قصص النجاح المشابهة لقصتي ضمن المقالات المنشورة ضمن المنصة، وراء كل قصة الكثير من الصبر والالتزام والكثير من الأستاذ محمود، وفقه الله وأعطاه الصحة والبركة وسعادة بحجم الكون، أثر الفراشة الذي حرّك حبة الرمل لتصعد وتتكئ على القمة.

كانت معكم كاتبة محتوى مختصة بكتابة تجربة المستخدم

كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف .

ما هو شعورك بعد قراءة المقال؟
أحببته
4
أحببته
ممتاز
0
ممتاز
مفيد
0
مفيد
مُلهم
0
مُلهم
أعجبني
0
أعجبني
مُحفز
0
مُحفز
effect-2.png
advanced divider
effect-12.png
effect-13.png
اشتراك لتلقي الاشعارات
أرسل إشعارات لـ
guest
2 تعليقات
الأحدث
الأقدم الأكثر تصويتا
Inline Feedbacks
View all comments
effect-22.png