تعاظمت الأيام ورمت جبروتها علينا واستيقظنا خلال أشهر على تقنيات وتكنولوجيا وتطبيقات ومنصات للعمل أصبحت جزئاً لا يتجزأ من واقع فرضه سوق العمل على عامليه.
بعد الجائحة ازدادت حاجة السوق لرفد كوادرها بعيداً عن أرض الواقع واستبدلته بفضاء افتراضي يلبي حاجيات العمل وفق متطلبات محددة ومهارات متجددة وأفكار متقدة، فتحية لمن فهم المستقبل وصارع لحجز كرسي فيه قبل حلوله، و وداعاً لمن تمسك بورقة وختم.
لكن مع سباق تكات الساعة وازدياد المصطفين لطلب الكراسي، هنالك من يقبع واقفآ منتظرآ لا يستطيع دخول السباق ولا اللحاق بالرفاق، ويبقى الأمل بتطبيق VPN يمهد أمامه الطريق في بلد تم حظر طرقاتها أمام العابرين.
فهل من حل يا سادة يا كرام، أم نحتاج أضعاف من الإحسان!
ما شعورك عند اكتشافك بإن الشبكة العنكبوتية المعروفة مستندة على عالم أكبر أكثر سرية وغموضاً.
شبكة الإنترنت المظلمة الـ “ديب ويب”
يشكل استخدامك للمواقع الإلكترونية نسبة ١% أو أقل من شبكة الإنترنت العالمية، حيث يوجد جزء سري لا يمكن الوصول والدخول إليه إلا بوساطة برامج مخصصة تتستر على هوية المستخدمين.
وتعتبر شبكة تور (Tor) اختصارًا لـ (The Onion Router) الأكثر انتشاراً وشعبية على المواقع الإلكترونية التي تعمل على الشبكات المظلمة أو ما يُعرف بالـ “ديب ويب”، وتأتي مواقع مشابهة ك “سيلك رود” و “دك دك غو” لتشكل سوقاً سوداء متوارية عن الأنظار.
ماهي الشبكة المظلمة أو مايعرف بالويب العميق
تم انشاؤها من قبل مركز البحوث التابع للجيش الامريكي منتصف التسعينات واستخدمه ضباط المخابرات لمشاركة ملفات سرية بشكل خفي ومجهول.
هذا السطح المبدئي المعروف بإسم “تور” المتواري عن صفحات الإنترنت المعهودة، ليصبح من الصعب اكتشافه ويستضيف حوالي ٣٠،٠٠٠ موقع إلكتروني مخفي.
ماهي شبكة “تور”
يعد “تور” أو كما يعرف بالإنجليزية “tor” متصفح مجهول يقوم بإخفاء هويتك أثناء تصفح الإنترنت ومشاركة المحتوى؛ يستند عمله على تشفير أي بيانات مرسلة من داخل جهازك حيث لايمكن لأحد رؤية من أنت أو من أين أنت حتى أثناء دخولك إلى الموقع نفسه.
و”تور” هو اختصار لـ “طبقات البصل” وتم ابتكاره من قبل مركز البحوث الامريكي منتصف التسعينيات وحسب الاحصائيات الاخيرة فإن تور يحظى بحوالي ٢.٥ مليون مستخدم يومياً.
ماعلاقة البصل بشبكة “تور”
محور الموضوع هو الطبقات. يتم إرسال بيانات جهازك لسلسلة من الأجهزة المتناوبة تعمل عن طريق ملايين المتطوعين حول العالم يبنون طبقات مشفرة تشبه طبقات البصل؛ يوفرون لك عنوان إلكتروني مختلف في كل مرة ترسل بيانات من جهازك ويخفون هويتك الأصلية لجعلها مستحيلة الاكتشاف. لذلك من أجل عبور طرقاتك بسلام يمكنك استخدام تطبيق تور، أما طبقات البصل المعروفة يمكنك صنع المقبلات منها لا أكثر.
من يمكنه استخدام شبكة “تور”
إلى جانب الشرطة والجيش والباحثين الأكاديميين وجماعات حقوق الإنسان والصحفيين أو أي جهة يتطلب عملها إرسال بيانات مشفرة، يمكن لأي أحد يريد السرية استخدامه. نعم حتى أنت يمكنك استخدامه، ولقد جربت ذلك بنفسي عندما خانني VPN في الوصول الى منصة عملي اليومية. ما جعلني ابحث عن بدائل لأستطيع إكمال عملي. خاصة أنه مجاني وليس مدفوع.
هل شبكة “تور” موقع قانوني؟
نعم وبشكل كامل؛ حيث لايمكن لأحد تجريمك لمجرد استخدامه؛ ولكن لأي غرض يتم استخدامه. حيث صرحت المخابرات الأمريكية بإنه لم يتم تصميم هذه الأداة لاستخدامها بشكل غير مشروع وكسر القانون.
وبسبب الغموض الدائر حول الموضوع تم إنتاج فيلم وثائقي مدته ٩٠ دقيقة بعنوان “DEEP WEB”صدر سنة ٢٠١٥ من إخراج أليكس وينتر؛ ويتحدث الفيلم عن موقع “سيلك رود” ومؤسسه “روس أولبريخت” كما يتناول مواضيع البيتكوين والجريمة والتجارة الممنوعة داخل الإنترنت المظلم.
كلماتي جاءت لحثك على البحث لا لإعطائك إجابات
وأخيراً عند معرفتك لأكثر الخفايا ظلاماً وسرية هل من الممكن أن يدفعك الفضول لتجربته ومعرفة خفاياه بنفسك!
مع التنويه أن استخدامه في بعض الدول العربية يعدّ خرقاً للقانون. لذا، شبكة “تور” آمنة، أما الباقي لا نعرف ولن نعرف خفاياه بسبب التطور السريع الحاصل على مستوى العالم. دمتم أنتم وبياناتكم آمنين.
كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف