2-1.png
color-1.png
advanced divider

يقولون أنت كاتب ما دمت تتعامل مع الكلمات كيفما كان شكل التعامل، أفكر يومياً بالموضوع؛ بعد 4 سنوات من تقديم “خدمات كتابة المحتوى”، هل أنا كاتبة فعلاً؟

لم أتجرأ يوماً بوصف نفسي كاتبة، إلى أن قطعت شوطاً طويلاً متعثرة بالأحرف والهمزات والتعابير المجازية المحذوفة، والمعلومات المباشرة، من موضوع إلى موضوع أتنقل بخفة كفراشة تأخذ من كل زهرة رشفة، لا أزعج أحداً.

ما قبل رديف ليس كما بعده، ما قبله كان عبارة عن مجتمعات مقدمي خدمات ألتقيهم صدفة بين الأعمال والمشاريع، لا أنكر الموهبة ولا المسمى، ولا أجردهم من الإبداع. لكنني لا أستطيع المضي قدماً بعد أن وقفت مفترق طرق.

بدأت التحدي وأنا واثقة من قوة الإنجاز لكنني تفاجأت بأن امتلاكك لمدونة ملك لك، تكتب داخلها تكوينك، مختلف تماماً عن تقديم خدمات كتابة للعملاء، واختيار مواضيعك أكبر من مجرد كلمات، مسؤول عن طرحك وجدليتك؛ حتى لو تخليت عنها أحياناً.

كتبت سابقاً، بشكل مختصر ضمن تدوينات متعددة عن رحلتي، لو جمعتها لأصبحت قصة. أنا اليوم مختلفة عن البارحة ومختلفة عن السنوات السابقة، تعاملي مع الأستاذ محمود يومياً، وقراءة ما يقدّمه الأستاذ يونس هذّب روح الكاتبة بداخلي وكبح جماح التمرد قليلاً، الهدوء الحالي الذي أشعر به اليوم مخيف جداً. فما هدأت هكذا من قبل إلا جاءت عاصفة غيرت كياني ومكاني.

بالله عليكم أخبروني؛ هل أنا حقاً كاتبة؟

مثلما أخبرتكم بعد سنوات، ووقوفي أمام جبل بشري من الإبداع “رديف”، أقف قليلاً لألتقط أنفاسي وأحاول التركيز بما هو قادم “مع أن الرؤية ضبابية”.

الكاتب هو من يؤمن بالتغيير، ويلتقط الأوجاع والسعادة ويمزجها معاً، الكاتب من يستطيع الكتابة لمجرد الشعور؛ دون مصادر؛ محيطه ملهمه الأول، والمواقف بالنسبة له كلمات، يحكيها ويرويها.

مسمى كاتب أكبر من مقال، وتدوينة، ومنشور؛ لا تتأففوا من كلامي. الكاتب هالة من الموهبة والإبداع؛ يحيك لك خيالك ويرسم قناعاتك، يلعب على أوتار أعصابك؛ يحيطك بمشاعرك لتنجرف؛ يستطيع إضحاكك، واستخلاص دموعك من مقلتيك.

لا يمكن حصره بعلامة تجارية كما يروجون، ولا يمكن حصره بموضوع واحد كما يوجهك المسوقين، الكاتب من يكتب للناس لا لنفسه، يعبّر عنهم ويكتب ما لا يستطيعون، يوجه ويعلّم، ويعطي.

لا أحتاج شعار ولا ألوان تميزني، كلماتي تتكفل بذلك، لكن عندما أقرر الدخول بمشاريع رقمية داخل المجال من الممكن أن أعطيها مسمى “علامة تجارية”، هدفها الفائدة والإستفادة، منفعة متبادلة، كتقديم “خدمات كتابة المحتوى” يوجد منفعة متبادلة للطرفين.

هذا لا يعني أن الكاتب لا ينتفع من كتاباته الشخصية، لكنه على الأقل لا يتقولب كما يريدون، لذا، إن كنت تريد مسمى “كاتب” لا تتردد بإنشاء مدونة شخصية، ستكون ملاذ آمن لأفكارك، تنشر فيها إبداعك؛ تنعكس إيجابياً على صورتك ومكانتك.

اليوم في “أرض العبير” مملكتي الصغيرة، أقول نعم أنا كاتبة وأفتخر، أتخيل خطواتي القادمة وكيفية إنجازها. في أرضي سيتعثر أحدهم بالكلمات إما أن تعجبهم وتشفيهم، وتجيب تساؤلاتهم، إما يغادرونها من كثرة أشواكها. الزمن سيخبرني شكل زراعتي، وطعم حصادي.

أتمنى أن يكون حصادي عبيراً

دمتم سالمين مبدعين

كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف .

ما هو شعورك بعد قراءة المقال؟
أحببته
3
أحببته
ممتاز
1
ممتاز
مفيد
1
مفيد
مُلهم
1
مُلهم
أعجبني
2
أعجبني
مُحفز
1
مُحفز
effect-2.png
advanced divider
effect-12.png
effect-13.png
اشتراك لتلقي الاشعارات
أرسل إشعارات لـ
guest
2 تعليقات
الأحدث
الأقدم الأكثر تصويتا
Inline Feedbacks
View all comments
effect-22.png