الرسائل الباردة هي رسائل بريد إلكتروني ترسلها إلى شخص ما دون أن تكون لديك علاقة سابقة به أو تعرف اهتماماته. تهدف الرسائل الباردة إلى إقامة اتصال أولي مع الشخص وإثارة اهتمامه بما تقدمه من منتج أو خدمة أو فرصة.
أتذكر بداية عملي الحر عبر الإنترنت، كيف كنت مندفعة وكأنني على طابور يبيع الخبز. فقط لأنني كنت أدقق في التفاصيل؛ حينها قرأت جملة من أحد المؤثرين السوريين “زت حالك”، أي خاطر ولا تخف. فبدلاً من إنتظار الفرصة، رسمت الكثير من الفرص بنفسي. طرقت جميع الأبواب بكل لطف؛ هل يوجد لي مكان بينكم؟
منهم من تجاهل، ومنهم من أُعجب بأسلوبي لكنه اعتذر بسبب عدم وجود شواغر، ومنهم من قدّم فرص عمل معهم.
في ذلك الوقت كان قلبي وطموحي هو دليلي الأول. لكن مع مرور السنين عرفت أن هذه الطريقة لها اسم “الرسائل الباردة”.
لماذا سُميت بالرسائل الباردة؟
سُميت بهذا الاسم لأنها ترسل إلى شخص ما دون أن يكون هناك أي اتصال أو علاقة سابقة بين المرسل والمتلقي. هذا يعني أن المتلقي لا يتوقع أو يطلب الرسالة، وقد يكون غير مهتم بها. لذلك، تعتبر الرسائل الباردة مخاطرة وتحتاج إلى كسب انتباه وثقة المتلقي بسرعة.
هذا الاسم مستوحى من مصطلح الحرب الباردة، الذي يصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت توجد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم من فترة منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات. هذه الحرب لم تكن حربًا حقيقية بالمعنى المألوف بل كانت حربًا صامتة غير مُعلنة بين الدولتين.
خطوات نجاح الرسائل الباردة
لكي تكون الرسائل الباردة فعالة، اتبع بعض المبادئ الأساسية، مثل:
- تفصيل الرسالة بحسب المتلقي وإظهار أنك بذلت جهداً في معرفة معلومات عنه وسبب اختيارك له.
- تحديد الهدف من الرسالة والعرض الذي تقدمه والفائدة التي سيحصل عليها المتلقي منه.
- استخدام لغة واضحة وبسيطة ومهذبة ومحترمة ومناسبة للمتلقي والموضوع.
- إضافة طريقة تواصل وجعلها سهلة الوصول والتنفيذ.
هل يجب على المستقلين استخدام الرسائل الباردة في التسويق؟
الرسائل الباردة هي واحدة من الطرق التي يمكن للمستقلين استخدامها للترويج لخدماتهم والوصول إلى عملاء جدد “وعن تجربة”. مع ذلك، فإن هذه الطريقة تتطلب بعض الاستراتيجيات والمهارات لزيادة فرص نجاحها وتجنب الوقوع في فخ السبام أو الرفض. بعض هذه الاستراتيجيات هي:
- البحث عن الجمهور المستهدف والشخص المناسب للتواصل معه، باستخدام أدوات مثل Hunter أو LinkedIn؛ أو عبر الرسائل على اي منصة لكنني أُفضل استخدام البريد الإلكتروني لسبب محدد هو موثوقية الجهة التي تتعامل عبر البريد الإلكتروني.
- كتابة عنوان بريد إلكتروني مثير للاهتمام، يوضح القيمة التي تقدمها للمستلم أو يثير فضوله.
- الوضوح والشفافية إذا كان لديك أي اتصال مشترك بينكما أو توصية من شخص ثقة.
- تقديم عرض واضح ومغري للخدمة التي تقدمها والفائدة التي سيحصل عليها المتلقي منها.
- الالتزام باحترام خصوصية ورغبات المتلقي.
أفضل الطُرق لكتابة رسالة باردة
تعتبر كتابتها فن يحتاج إلى ممارسة وتحسين مستمر. لا يوجد قاعدة واحدة تنطبق على جميع الحالات، لكن هناك بعض النصائح العامة التي يمكن أن تساعدك في زيادة فرص الحصول على رد من المتلقي. بعض هذه النصائح هي:
- اختر المتلقي بعناية: ابحث عن الشخص المناسب للتواصل معه، والذي يكون مهتمًا بما تقدمه أو يمكنه اتخاذ قرار بشأنه.حاول العثور على عنوان البريد الإلكتروني الصحيح والمعلومات الأساسية للمتلقي.
- اكتب عنوانًا جذابًا: عنوان البريد الإلكتروني هو أول شيء يراه المتلقي، ويحدد ما إذا كان سيفتح الرسالة أم لا. لذلك، عليك أن تجعل عنوانك مثيرًا للاهتمام وملفتًا للنظر، ويوضح القيمة التي تقدمها أو السؤال الذي تطرحه أو الفائدة التي سيحصل عليها المتلقي من قراءة رسالتك. تجنب استخدام عناوين عامة أو مبهمة أو مضللة أو طويلة أو مملة أو مبتذلة.
- ابدأ بمقدمة شخصية: في الفقرة الأولى من رسالتك، عرّف نفسك بشكل موجز ومهني، مع كتابة كيف عرفت المتلقي أو سبب اختيارك له. إذا كنت تملك توصية من شخص ثقة، فلا تتردد في ذكرها، فهذا يزيد من مصداقيتك ويخلق رابطة بينك وبين المتلقي.
- اذكر الهدف من رسالتك: في الفقرة الثانية أو ما يليها، وضّح الهدف من رسالتك بشكل مباشر، وقدّم عرضًا واضحًا ومغريًا للخدمة أو الفرصة التي تقدمها، مع ذكر الفائدة التي سيحصل عليها. استخدم حججًا وأدلة وأرقام وشهادات تدعم ما تقوله، وتجنب الوعود الزائفة أو المبالغة أو الضغط على المتلقي.
- اختم بطلب: في الفقرة الأخيرة من رسالتك، عليك أن تحفز المتلقي على الرد عليك أو القيام بخطوة معينة، مثل الضغط على رابط “ملف أعمالك” أو الاتصال بك “رقم واتساب” أو تحديد موعد “إرسال أنك متاح على زوم مثلاً”. اطلب طلب واحد فقط، وأعط المتلقي خيارات متعددة للتواصل معك، مثل البريد الإلكتروني أو الهاتف أو الواتساب. كما يمكنك تحديد موعد محدد للرد عليك، مثل “أتمنى أن أسمع منك قبل نهاية هذا الأسبوع”، لإنشاء شعور بالاستعجال والمسؤولية للحفاظ على وقتك.
- احترم قواعد اللغة والإملاء: اكتب رسالتك بلغة واضحة وبسيطة ومهذبة ومحترمة ومناسبة للمتلقي. تجنب استخدام العامية أو الاختصارات أو الرموز أو العبارات الغامضة أو الجمل الطويلة أو المعقدة. كما عليك تدقيق رسالتك إملائياً ونحوياً “تصور أنك كاتب مثلاً ورسالتك مليئة بالأخطاء”.
- احترم المُتلقي: احترم خصوصية ورغبات المتلقي. تجنب إرسال رسائل غير مرغوب فيها أو متكررة أو مزعجة.
من تجربة شخصية على مدى سنوات، اعتبرها من أكثر الطرق نجاحاً واختصاراً للوقت والجهد، فهل جربتموها من قبل؟
أعتقد علينا جميعاً رسم الفرص، فقد يرسم الله لك طريقاً لا تتوقعه.
كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف .
