غالباً ما يتطلب منك كـ كاتب محتوى دراسة السوق قبل البدء بمشروعك، ضمن مجال كتابة المقالات أو صفحات الهبوط أو منشورات قنوات التواصل الاجتماعي، لكن بعد التعمّق داخل المشهد سندرك أن السوق ما هو إلا الجمهور المستهدف الذي يكوّن اللبنة الأساسية لأي عملية تسويقية. حيث يكمن نجاح الجهود التسويقية بنجاح تحليل واستهداف الجمهور الصحيح.

ما هو تحليل الجمهور المستهدف ومعناه ضمن عمليات التسويق؟

تحليل الجمهور المستهدف كاللعبة الخفية في عالم التسويق، حيث يسعى المسوقون لفهم أعماق الأرواح وتفاصيل الأذواق. وأنا منهم نحاول كشف الستار وراء تلك الشخصيات المحتملة، هنا يتجسّد الاهتمام بالتفاصيل والبيانات، ليس فقط فيما يقوله الناس، بل فيما يعبرون عنه بلا كلام.

هنا نتكلم عن الاحتياجات والرغبات الداخلية الكامنة داخل كل إنسان؛ للوصول إلى حد الإشباع، وهنا يكمن الفن في قراءة أعمق الاحتياجات ودغدغة العوالم الباطنية لهم، لتقديم المنتجات والخدمات بطريقة تلبي تلك الاحتياجات والأحلام والتطلعات والرغبات. بعد إتقان اللعبة، نبدأ بتصميم الرسائل والعروض بشكل يحيّد الجمهور من حالته العابرة إلى حالة إدراك لملاءمة ما نقدّمه لما يفكرون ويرغبون فيه.

وبشكل مهني وعملي وكي لا نبدو مثل العلماء النفسيين، تحليل الجمهور المستهدف هو عملية دراسة وفهم الجمهور المستهدف للشركة أو المنتج أو الخدمة. يهدف إلى تحديد ميزات هذه الشريحة مثل العمر، الجنس، الاهتمامات، والاحتياجات الخاصة.

يساعد هذا التحليل على توجيه عملية كتابة الملفات التعريفية وصفحات الهبوط والمقالات والمنشورات وصناعة الفيديوهات لتناسب احتياجات الجمهور المستهدف بشكل أفضل.

أهمية تحليل الجمهور المستهدف

لتحليل الجمهور المستهدف العديد المزايا والفوائد للشركات والمسوقين وحتى الكتّاب مثلنا. إليك بعض الأسباب التي تجعل تحليل الجمهور المستهدف محور رئيسي لأي إنطلاقة ناجحة:

• فهم أفضل للجمهور: يساعد تحليل الجمهور المستهدف في فهم أفضل للجمهور المستهدف، بما في ذلك اهتماماتهم واحتياجاتهم. هذا يسمح للشركة بتخصيص المحتوى بشكل أفضل وتقديمه بطريقة تتناسب معهم.
• تحسين استراتيجية التسويق: من خلال توجيه الجهود والموارد بشكل أكثر فعالية للوصول إلى الجمهور المستهدف وتحقيق نتائج أفضل.
• زيادة الانخراط والتفاعل: عندما يشعر الجمهور المستهدف أن الأعمال التي يراها أمامه مصممة خصيصًا له، يكون أكثر عرضة للانخراط والتفاعل مع المحتوى.

كيفية تحليل الجمهور المستهدف

لتحليل الجمهور المستهدف بشكل فعال، يمكن اتباع بعض الخطوات الأساسية:

1. جمع البيانات: مثل العمر، الجنس، الموقع الجغرافي، الاهتمامات، والتفضيلات.
2. تحليل البيانات: نستخدم البيانات التي جمعناها لتحليل وفهم الجمهور المستهدف بشكل أفضل. لنحدد الأنماط والاتجاهات والاحتياجات الخاصة بهم.
3. إنشاء وتخيل الشخصية: كتابة السمات الرئيسية للجمهور مثل اهتماماتهم واحتياجاتهم والتحديات التي يواجهونها.
4. توجيه المحتوى: نبدأ ببناء المعلومات التي جمعناها لتوجيه عملية الكتابة. بعدها نخصص المحتوى ليتناسب مع الاهتمامات والاحتياجات الخاصة لجمهورنا.

تحديد الاحتياجات والرغبات لـ الجمهور المستهدف

بمجرد فهمك لأساسيات حاجة السوق، نبدأ بالتعمق أكثر في تحليل الجمهور المستهدف. واحدة من أهم الخطوات في هذا التحليل هو تحديد الاحتياجات والرغبات الخاصة بهم.

تحديد الاحتياجات يتطلب فهمًا عميقًا للمشكلة أو الحاجة التي يواجهها الجمهور المستهدف. يجب أن تتساءل عن الأسئلة التالية:

• ما هي المشكلة التي يواجهها؟
• الحاجة التي يحاول ملؤها؟
• ما هي المعلومات أو المهارات التي يحتاجها الجمهور المستهدف لحل مشكلتهم أو تلبية احتياجاتهم؟
• الفرص التي يرغب جمهورنا المحدد في استغلالها؟

بعد تحديد الاحتياجات، يجب أن تتحول إلى تحديد الرغبات للجمهور المستهدف. هنا يتعين عليك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:

• ما هي أهدافه وطموحاته؟
• الخدمات أو المنتجات التي يرغب في الحصول عليها؟
• ما هي الخبرات أو المهارات التي يرغب الجمهور المستهدف في اكتسابها؟
• التحديات والمشاكل التي يواجهها الجمهور ويرغب في التغلب عليها؟

تحديد الاحتياجات والرغبات للجمهور المستهدف يساعدك في توجيه محتواك بشكل أفضل. لتكون قادرًا على تقديم المعلومات والمهارات التي يحتاجها الجمهور المستهدف لحل مشكلتهم أو تلبية احتياجاتهم. إضافة لتلبية رغباتهم وتقديم الخدمات والمنتجات التي يرغبون في الحصول عليها.

في نهاية المطاف، يكمن سر جوهر نجاح أي استراتيجية تسويقية، بفهم الجمهور المستهدف. إن تحديد وفهم هذا الجمهور يعتبر الخطوة الأساسية لضمان تقديم المحتوى والعروض التي تلبي حقًا احتياجاتهم ورغباتهم. وبالطبع مثل ما قرأنا إنها ليست عملية عشوائية وأهم مهارة على الباحث عن جمهوره المستهدف هي الفراسة ومن ثم الاستعانة بالأدوات والبيانات.

يمكنك الإطلاع أيضاً على: الدليل الشامل لـ تعلّم كـتابة المحتوى المتوافق مع محركات البحث 2024

كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف