يستخدم الكثير من الأشخاص هاتين الكلمتين “التدوينة والمقال”، لكن في بعض الأحيان يحصل التباس صغير جداً؛ مما يجعل الشخص يسمي المقالة تدوينة وبالعكس.
فـ هل هناك فرق حقاً؟ نعم هناك فرق وسأشرح لك ضمن هذ المقال عن الفرق الجوهري بين المصطلحين؛ والدور الرئيسي لكليهما لتحسين استراتيجيتك لتقديم محتوى أفضل. للوصول إلى المزيد من العملاء المحتملين.
هل تشعر بالارتباك حول سوء الفهم بين التدوينة والمقال؟
لا عليك لا تشعر بالارتباك ولا بالقلق؛ فأنت لست وحدك في هذا العالم الذي يشعر بالحيرة تجاه هذا الموضوع. فالغرض الأساسي من سوء الفهم هو غرض تجاري بحت اعتمدت عليه كبرى شركات التسويق لتقديم محتوى مختصر ولا يكلفهم أي جهد بقيمة منخفضة نوعاً ما.
تلك العملية تقلل من جاذبية ومتعة قراءة المدونات التي هي بالأساس مخصصة لاستهداف جمهور واسع جداً بمحتوى وأسلوب بسيط وودود، بنفس الوقت تنخفض قيمة محتوى المقال ومصداقيتها إذا ما تم نشرها تحت مسمى “تدوينة”.
ما هي المدونة؟
لنفهم هذه الكلمة علينا فهم أصلها؛ صحيح؟
يأتي الأصل من كلمة فرنسية قديمة “portmanteau” معناها حقيبة سفر قديمة من جزئين، بعدها تم استخدام الكلمة ضمن اللغة الإنجليزية بطريقة جديدة لاستخلاص كلمتين جديدتين 😅 ألا وهما “Web” و “log” لتعطي “blog”، أي المزج بين المستندات والإنترنت لينشئ “التدوين”. وأخيراً .. لنكمل إذاً.
تتسائل الآن ماذا يفيدني الكلام لتطوير المحتوى الخاص بي؟ يمكننا استغلال التدوين كنوع من المحتوى الإخباري لنشاطك التجاري. من خلال استخدام الأسلوب القصصي كطريقة للتواصل مع القرّاء دون الدخول بالتفاصيل المعقدّة للعمل وتقدّيمه بطريقة لطيفة وخفيفة.
يمكننا اختصار كل ما سبق بكلمة واحدة وهي “السرد”؛ يمكن اعتبارها طريقة رائعة لتروي الشركات قصصها أمام العملاء.
ما هو المقال؟
هو الشكل أو بمعنى أصح الطريقة الرسمية للكتابة، لأنها تقدّم معلومات وأدلة طوال مرحلة الكتابة. لنقل أنك تكتب عن خدمات أو منتجات شركتك؛ على المقال أن يكون مدروس بشكل صحيح مبني على أساس منطقي وليس سردي.
غالباً ما تتميز المقالات بالمنطق الاستنباطي؛ حيث تبدأ بما يشبه البناء وتتدرج به لتحصل على استنتاج منطقي يساند أفكارك ويدعم كلامك.
6 اختلافات رئيسية بين المدونات والمقالات
سواء كنت تكتب المحتوى الخاص بك أو تشتري مقالات من كاتب، فمن المهم فهم الاختلافات بين المدونات والمقالات.
طريقة استخدام الضمائر:
ضمن المدونات نستخدم ضمائر المتكلم؛ مثل “أنا ونحن”، ليتناسب مع الهيكل السردي للتدوينة ويخدم مبدأ المحادثة بينك وبين القرّاء.
أما المقالات غالباً نستخدم المبني للمعلوم، على الرغم من أن المقالات العلمية تستخدم ضمير متكلم لتأكيد موضوعية الكاتب في تقديمه للدلائل والحجج المنطقية.
الصوت والنبرة:
يطغى على المدونة أسلوب المخاطبة والحديث والمشاركة، حيث تكون اللهجة عفوية وتلقائية، أما المقالات يكون أسلوب الصوت فيها محايد ولا يعبر عن الكاتب بحد ذاته.
مكان النشر:
يوجد هدفان اثنان للمدونات: استقطاب زوار جدد لموقع شركتك الإلكتروني من خلال ظهورك ضمن نتائج البحث، بالتالي تقديم خدماتك ومنتجاتك أمام الناس.
لكن المقالات يمكن نشرها على المواقع الشخصية لتقديم معلومات وأدلة، عادة ماتكون مبعثرة وغير مرتبطة ببعضها. كما الصحف والمجلات.
طول المحتوى أو عدد الكلمات:
عادةً ما تكون المدونات أقصر من المقالات، لكن هذا الموضوع ما زال مثيراً للجدل خاصة ضمن مجال تحسين محركات البحث.
عموماً قد تتراوح عدد كلمات المدونة من 300 كلمة إلى 1000 ولكن لا تتجاوز الـ 2000 كلمة.
المقالات الشاملة والمستندة على قاعدة بحث جيدة جيدًا مع وجود حجج منطقية وكل الأدلة اللازمة يمكن أن تصل إلى 5000 كلمة أو أكثر. هذا سبب جيد لعدم وجود مقالات على المدونة: فلا يهتم القارئ العادي بمراجعة كمية كبيرة من المعلومات بهذا الحجم.
البحث:
يتميز محتوى المدونات بمعايير بحثية أقل صرامة مقارنة بالمقالات. فكر، على سبيل المثال، مدونة بعنوان “10 نصائح غير تقليدية للعمل براحة من المنزل” مقابل مقالة بعنوان “كيف غيّرت الأزمة والحجر الصحي اتجاهات العمل العالمية”.
كلاهما يتناولان التكيف مع ظروف مهنية جديدة، ولكن إحداهما بوضوح تتطلب بحثًا أكثر وحجة منظمة. قد تقدم مشاركة المدونة بعض الإحصاءات التجريبية من منطلق شخصي؛ أما المقالة، فهي تقدم ادعاءً وتحتاج إلى الكثير من البحث لدعمه.
مشاركة القارئ:
المدونات مصممة ليتم مناقشتها ومشاركتها. طبيعتها القصيرة وطابعها الشخصي تجعلها مناسبة للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما يُشجع القرّاء على ترك الأسئلة والتعليقات.
المقالات مصممة لطرح معلومات وأدلة عليها وإثبات صحتها وما على القارئ إلا أن يأخذ المعلومات كمصدر موثوق لها.
بإذن الله، الآن لديك فكرة أفضل عن نوع المحتوى الذي يجب أن يظهر على مدونتك والنوع الذي يجب الاحتفاظ به للمقالات.
إذا كنت تكتب محتواك بنفسك، فإن إيجاد التوازن المناسب ليس دائمًا سهلاً؛ وإذا قمت بتوظيف كتّاب غير مهرة، قد تجد أنهم لا يفهمون الفرق بشكل صحيح أيضًا.
شاركني في التعليقات عن مواضيع تهتم بقرائتها لنتشارك الأفكار معاً.