2-1.png
color-1.png
advanced divider

كما تعلمون، أنشر هذه التدوينات والمقالات يومياً تحت مسمى تحدي رديف، التحدي الذي قررت بكامل قواي العقلية الدخول فيه وخوضه، على أنه أمر بديهي لكاتب محتوى يكتب يومياً، فلن أعجز عن 700 كلمة أو أكثر. لكنني للأسف ولأول مرة خلال مسيرتي المهنية أخطئ الحساب. فهو ليس سهل كما تظنون.

ما هو رديف؟

رديف خلية نحل الكتّاب، من كل الأعمار والأوطان والتخصصات ضمن مجال المحتوى، تفصلنا الحدود ورديف يجمعنا، داخل أسواره الجميه إخوة متحابون متعاضدون، نفرح ونحزن معاً، من خلف الشاشة والكلمات. أستطاع رديف تكوين هالة خاصة به. تعشقه من أول حضور. ما السر؟

لو خيروك أن تُهدى الجواهر أم تذهب بنفسك إلى قمة جبل منفي لاستخراجها، ماذا تختار؟

بالنسبة لي لن أذهب إلى الجبل، خاصة بوجود أحد قادر على أهدائي الجواهر. مع أن شخصيتي عكس ذلك وأحب بل استمتع بتسلق الجبال “مجازياً”، لكن على أرض الواقع ستراني جالسة من أول خطوة ألتقط أنفاسي، لماذا اخترعوا السيارات إذاً؟

المهم؛ مقصدي هنا أن رديف يحضر لك ما تشتهي من المواد العلمية، فإن كنت شخص فضولي، يحب العلم واكتشاف كل شيء من حوله، ستعرف قيمتها وقيمة وجودها أمام عينيك بشكل دائم.

هل دخلت التحدي بسبب تلك الجواهر؟

هدفي بعيد قليلاً عن ذلك، فأنا أرى رديف من منظور مختلف، ناهيك عن القيمة الكبيرة التي يقدمها. أراه فرصة للنمو وبناء العلاقات والإلتزام، حيث جاء التحدي بالنسبة لي كنوع من الإلتزام، أمام نفسي وأمام من يهتم، وفعلياً صحيح أن القليل جداً مهتم، لكن لاحظت أنني تركت أثراً لا بأس به عند البعض وأشكرهم جميعاً على دعمهم.

لكن الأساس والهدف الرئيسي من هذا التدوين اليومي، هو إفراغ عقلي وتنظيفه، كيف ذلك؟

التعامل اليومي مع محتوى العملاء، يعني أن تكتب ما يرغبون لا ما ترغب، هذا يسبب ضغط عقلي كبير على الكاتب بسبب هجوم الأفكار إلى رأسه، الكاتب جدلي بطبعه لكن لا يستطيع الدخول في كل نقاش وكل حدث، فهو طريق لا نهاية له. ولكن هناك ما يكفي من الأحداث الدائرة تستوطن عقلك وتشعر بإنفجار أصابعك لتكتب حرفاً بما يدور في عقلك. لترى نفسك كل يوم بعد العمل ذاهب لسريرك لتحظى بالقليل من النوم، لكن عقلك يعلن انتفاضته ويبدأ بالكتابة ماعجزت عنه كلماتك.

وهنا جاء التحدي لأكتب ما أشاء وما أريد أنا، وليس الجدول الخاص بالعملاء.

النقطة التالية؛ تحدي رديف ضمن شروطه وجود موقع شخصي لك، وهي بالنسبة لي نقطة تحول على الصعيد المهني وليس فقط لدخول التحدي أو أمر ثانوي، فعاملت تحضير الموقع وإطلاقه وكأنه مشروع حياتي القادم، بالنهاية حتى بعد إنتهاء التحدي. الموقع سيبقى لي، وهي خطوة كبيرة وجريئة. حيث قررت إنشاء موقع عندما وجدت نفسي جاهزة للتدوين اليومي. لنعود لنقطة الإلتزام أمام نفسي.

النقطة التي تليها، من شروطه التدوين اليومي لمدة 40 يوم، هل تعي ما معنى هذا؟ بعد 40 يوم سيكون على موقعك 40 مقالة أو تدوينة، لذا لو استغليت هذه النقطة جيداً مع موقع شخصي جديد نسبياً، هنا يكون الإنفجار. لذلك كنت حريصة من البداية على الكتابة ضمن مجالي وتقديم الفائدة، باستثناء بعض الأيام التي أصابني بها التعب، فكتبت بعض الخواطر مع أنني ضد هذا الإتجاه في الكتابة لي شخصياً، “لكن حكم القاضي”، وأعتقد هذه الاستثناءات كانت أصعب بكثير من المخطط الذي رسمته قبل خوض التحدي، أحياناً لا تقوى على استحضار جميع الأفكار التي تريدها أو لا تقوى على البحث، فلا بأس ببعض الراحة الذهنية بين الفينة والأخرى.

ولا عجب أن تلك الاستثناءات جاءت بزيارات أكبر من المقالات التي تحمل كل الفائدة، نعم كما تفكر الآن. الناس بطبعها فضولية تحب اكتشاف الجوانب الأخرى التي لا تظهر علانية.

لنأتي لآخر نقطة سأتحدث بها، والتي عنونت بها تدوينتي هذه، التحديات ليست سهلة كما تظنون، مع أنني اكتب يومياً، لكن أحياناً أقف عاجزة أمام بياض الشاشة، فأين ذهبت كل الطاقة العقلية التي كانت موجودة سابقاً، هنا وجدت أن الكتابة بأفكارك الخاصة يومياً تحتاج لتتبلور على الأقل ليوم كامل وهو ما لا يتحيه التدوين اليومي، عندما تقرر هكذا قرار تأكد أنك تستهلك معلومات كثيرة يومياً لإخراجها آخر النهار، لكن البحث ضمن مجال واحد “أقصد هنا الكتابة للعملاء” ستكون كل معلوماتك لهم وليست لك.

لذلك أنصحك بوضع ثلاثة أو أربعة كتب بجانبك حتى لو قرأتهم من قبل، أثناء الاستراحات أقرأ من صفحة لصفحتين، فقط للخروج من الطريق الواحد وترسم طريق آخر وتحرر عقلك قليلاً. حاول الابتعاد قليلاً عن قنوات التواصل لأنك ستصاب بالتخمة وبدل أن تتحرر تدخل دوامة من التشتت لا تنتهي، طريق النجاح طويل، والصبر سهم لكل هدف.

هل كنتم تعتقدون أنني أنسحب من هذا السباق؟

مخطئون، روحي خلقت للتحدي، والضغط يولدّ الإنفجار لذلك أحرِص دائماً أن يكون أنفجاري إيجابي ويعود بالفائدة على مسيرتي المهنية.

التحديات ليست سهلة، لكن إن دخلتها لا تستلم مهما كلفك الأمر. في هذه اللحظات بضع كلمات كلفتني جميع قواي العقلية والجسدية المتبقية، للحظة تشعر أنك غير قادر على تطويع جسدك وأصابعك للنقر على لوحة المفاتيح.

لكنك كـ كاتب ستعرف أن صوت النقر على لوحة المفاتيح كصوت حافر الحصان بخضم السباق.

دمتم لأهدافكم ودامت عزيمتكم، ارسموا خطواتكم بشكل صحيح وخططوا جيداً، أنا أخطط منذ أشهر ومع ذلك أجاهد قليلاً، فاحكموا التخطيط.

كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف .

ما هو شعورك بعد قراءة المقال؟
أحببته
1
أحببته
ممتاز
0
ممتاز
مفيد
0
مفيد
مُلهم
0
مُلهم
أعجبني
0
أعجبني
مُحفز
0
مُحفز
effect-2.png
advanced divider
effect-12.png
effect-13.png
اشتراك لتلقي الاشعارات
أرسل إشعارات لـ
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
effect-22.png