2-1.png
color-1.png
advanced divider

منذّ الصغر كنت أحلم أن أُصبح “مُترجمة”، جاءت هذه الرغبة بعد زيارتنا لصديق والدي الذي بدوره أهداه رواية موقعة باسمه وكانت من ترجمته الخاصة بعنوان “القارب والصنوبرة”.

أعجبتني فكرة وجود أسمي على غلاف كتاب، كنت صغيرة لدرجة عدم إدراك تخصص الكتابة، فالسبيل الوحيد لذلك هو أن أصبح “مُترجمة”.

كان يقول أبي حفظه الله ورعاه، عندي أمنية بأن تدرس عبير “اللي هي أنا” أدب اللغة الإنجليزية، لانتفض بكل مرة يقولها وبكل عفوية أقول: لا سأصبح مُترجمة، ليبتسم أبي ويقول لا يوجد في الجامعات اختصاص “ترجمة” ادرسي لغة وبعدها؛ صيري مثل ما تريدين.

توالت الأيام والسنين وأنهيت المرحلة الإبتدائية، وبعدها الإعدادية والثانوية لتأتي لحظة الحقيقة “وهنا لن أدخل في تفاصيل حلمي، وكيف أصبح ضمن جامعاتنا التخصص الذي أحلم به”، نعم مثل ما تتصورون دخلت “ترجمة لغة إنجليزية”.

مرة ثانية لن أدخل في التفاصيل ولكن سأذكر فقط اللحظة والشرارة الأولى لأكتب أول قطعة محتوى خاص بي، حيث وقتها طلب أستاذي في الجامعة ضمن مادة الترجمة الأدبية كتابة نص من تأليفنا وترجمته إلى اللغة الإنجليزية، ومراجعته في الحصة القادمة.

وبعد عدّة قراءات من زملائي، جاء دوري وبدأت الكلام والإلقاء، أنتهيت لكن لم ألقى سوى صوت “صرصار الليل” واندفعت وقتها الأفكار إلى رأسي “لهذه الدرجة كتابتي سيئة، لمَ لم ينطق أحد؟ لمَ ينظر لي الأستاذ بهذه الطريقة؟

وقف الأستاذ وقال لي: “عبير اقرأي ما كتبته باللغة العربية”.

وهنا بدأت قراءة حروفي 👇

إذا رغبت في تحقيق شيء، ينصاع العالم لتحقيق ما ترغب.

إن الله ميقاتي دقيق؛ إنه دقيق إلى حدٍ أن ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شيء على وجه الأرض يتم في حينه، لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة.

فماذا لو كانت أرواحنا فعلاً ينطوي عليها العالم الأكبر، ولكلّ منا هدف سامٍ في حياته ولا يتحقق الغرض الفعلي من وجودنا إلا بالتئامنا مع أرواح سماوية بشرية، موجودة لتعيد تشكيل حلقة الكون لنلمس نور الله في أجسادنا الزائلة، لنحصل على المعرفة الخالصة والحب الأزلي، والرضى المتناهي.

فإذا كنت أنا وأنت نوراً على هذه الأرض، أنا مستعدة للذهاب إلى آخر حد.

أنتهى. قال أستاذي:

“ستكونين يوماً ما كاتبة عظيمة، وليس فقط باللغة العربية وبالإنجليزية أيضاً”.

ابتسمت تلك الابتسامة الصفراء التي تعني ماذا يقول هذا الشخص 😒

وبما أن نصي ذاك تكلم عن الأقدار المكتوبة والترتيب العظيم للرحمن الرحيم، الذي بيده ملكوت السماء والأرض؛ ليجعله الشرارة الأولى والأشارة لطريق لم أكن أتخيل بأنني سأسلكه.

والحمدلله والشكر لكل لحظة؛ ولكل إنسان عبر حياتي، ليكون سبباً بما أنا عليه اليوم.

ما هو شعورك بعد قراءة المقال؟
أحببته
0
أحببته
ممتاز
0
ممتاز
مفيد
0
مفيد
مُلهم
0
مُلهم
أعجبني
0
أعجبني
مُحفز
0
مُحفز
effect-2.png
advanced divider
effect-12.png
effect-13.png
اشتراك لتلقي الاشعارات
أرسل إشعارات لـ
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
effect-22.png